توصل علماء آثار وكيمياء بريطانيون إلى نتيجة أن البشر بدأوا بتناول العسل واستخدام شمع النحل بتزامن تقريبا مع بداية الزراعة والتحضر لـ 9 آلاف عام خلت. فتحتوي أجزاء أوان فخارية مكتشفة أثناء حفريات أجريت في آسيا وأوروبا على آثار شمع النحل . وتثبت نتائج البحوث التي أجريت مؤخرا أن أسلافنا استخدموا هاتين المادتين اللتين يقدمهما النحل على نطاق واسع. ومع هذا يجدر الذكر أن تعاون البشر وهذه الحشرات ذو جذور أقدم من ذلك بكثير حيث وجدت كميات كبيرة من شمع النحل في أحد الكهوف الساحلية في إفريقيا الجنوبية وقدر عمرها بما يزيد عن 40 ألف عام . ويقول العلماء إن شمع النحل يتميز بتركيبة كيميائية فريدة من نوعها من الشحوم ويتصف بمجموعة من الميزات التي تسمح بتحديد وجوده في مسامات جدران أوان قديمة بدقة. وحلل الباحثون بقايا الشحوم على جدران 6.5 آلاف وعاء فخاري مما مكنهم من وضع خريطة لانتشار النحل مع مرور الزمن. ويتبين من هذه الدراسة أن البشر بدأوا باستخدام ما حصلوا عليه من النحل في أراضي تركيا الحالية ثم انتشر فن تربية النحل شمالا ووصل إلى حيث تقع الآن الدانمارك وإسكتلندا وإيرلندا. ولم يكن ليربى النحل في تلك المناطق الشمالية في الأزمنة القديمة بسبب برودة مناخها الشديدة . ولا يمكن أن يحدد الباحثون أي نوع من الشمع المكتشف أهو شمع النحل البري أم شمع نحل التربية لأن هذا الأمر يتطلب إجراء دراسات إضافية. إلا أن بحوثهم أثبتت أن سكان آسيا وأوروبا استفادوا من النحل حتى في العصر الحجري الجديد.
المصدر: نوفوستي +RT