يقصد بالمحاسبة مختلف النظم والمبادىء والنظريات المصطنعة في تدوين العمليات المالية في دفاتر مشروع أو مؤسسة ما , وتصنيف هذه العمليات واستخراج النتائج منها. ويقصد بمسك الدفاتر استخدام هذه النظم والمبادىء والنظريات في تدوين العمليات المالية في الدفاتر المحاسبية. إن المحاسب هو الذي يرسم نظام التدوين المفروض في ماسك الدفاتر أن يتبعه, حتى إذا قام ماسك الدفاتر بمهمته, وقوامها تدوين العمليات المالية في الدفاتر المحاسبية, عمد المحاسب إلى تلخيص هذه العمليات وتفسيرها أو "ترجمتها" بحيث يكون مالكو المشروع أو مدراؤه على بينة من سيره, فترة بعد أخرى, وبحيث يتمكنون من معرفة ما له وما عليه وتحليل أسباب نجاحه أو فشله فيعملون على تعزيز عوامل النجاح واجتناب عوامل الفشل. وأيا ما كان, فتدوين العمليات المالية قديم عرفته حضارات الشرق الأولى وعرفه اليونان والرومان أما طريقة القيد المزدوج (Double-entry methode) التي بموجبها يكون لكل عملية جانبان: جانب مدين وجانب دائن , فنشأت مع نشوء "الجمهوريات التجارية" الإيطالية. وأقدم ما وصل من الدفاتر المحاسبية التي استخدمت فيها هذه الطريقة يرقى إلى العام 1340م. وهي دفاتر خاصة ببعض تجار مدينة جنوا. أما أقدم كتاب وضع لتعليم مسك الدفاتر فقد ألفه عام 1494 الراهب الإيطالي لوقا باشيولي Luca Pacioli الذي يعتبر رائد "القيد المزدوج" في العالم. وقد اكتسب مسك الدفاتر أهمية خاصة في العصر الحديث, بعد أن تكاثرت الشركات المساهمة وما إليها. وفي السنوات الأخيرة أدى انتشار الماكينات الحاسبة والعقول الإلكترونية إلى مكننة جانب كبير من العمل المحاسبي وبخاصة في المؤسسات الاقتصادية الكبرى .