تشكِّل قشرة الارض تحت المحيطات مصدرا لملح البحر، اذ تحتوي على مواد معدنية تتشكل منها الاملاح. ففي قاع المحيطات شقوق يتغلغل عبرها الماء في جوف الارض حيث يبلغ درجات حرارة مرتفعة جدا بسبب فرط التسخين. ثم يعود الماء الى سطح القشرة خليطا كيميائيا محمَّلا بالمواد المعدنية الذائبة، ويُقذف في البحر من جديد عبر المنافس الحرمائية التي يشكِّل بعضها فوَّارات حارة في اعماق المحيطات .
وتتحقق النتيجة نفسها، ولكن من خلال عملية معاكسة، عندما تقذف البراكين الموجودة تحت سطح البحر كميات كبيرة من الصخور الحامية في قلب المحيطات، حيث تنحل المعادن من الصخور وتذوب في الماء . وهنالك مصدر آخر للمواد المعدنية، وهو الرياح التي تحمل جُسيمات من الارض وتلقي بها في البحار . وجميع هذه العمليات تجعل ماء البحر محلولا يحتوي على جميع العناصر المعروفة تقريبا. لكنّ النسبة الكبرى من الاملاح في البحار تتألف من كْلوريد الصوديوم، اي ملح الطعام، الذي يشكّل ٨٥ في المئة من الاملاح الذائبة في المحيطات وهو العامل الرئيسي الذي يعطي ماء البحر طعمه المالح.