ليس بالإمكان في الواقع تصور الحياة المعاصرة من دون الهاتف الجوال. ومن زمان لم يعد الموبايل مجرد هاتف للمكالمات. فنحن نزور من خلال هذه الأجهزة شبكة الإنترنت العنكبوتية العالمية ، وبواسطة هذه الأجهزة نمارس التصوير الفوتوغرافي ونستنسخ الألعاب الإلكترونية والموسيقى. الا ان الجدال يزداد كلما ازداد عدد مستخدمي الموبايل. وهو يدور حول مدى الضرر الذي يمكن ان تسببه هذه الأجهزة بالنسبة لصحة الإنسان. تبين معطيات بعض الدراسات ان هواتف الموبايل يمكن ان تسبب عدة امراض ابتداءً من الصرع ومرض آلتزهيمر وصولا الى الأورام السرطانية الخبيثة. كما ان التأثير الطويل الأمد للحقول الكهرومغناطيسية الناجمة عن الموبايل يمكن ان يؤدي الى إضعاف الذاكرة وانخفاض المناعة وازدياد الإرهاق. ويؤكد خصوم اجهزة الموبايل ان الخطر يأتي ليس فقط من الهاتف الخلوي وحده، بل وكذلك من محطات تقوية الإتصالات بالموبايل. وقد اجريت في المانيا دراسة لتبيان العلاقة بين الأمراض السرطانية ومكان الإقامة. وتفيد معطيات الدراسة ان خطر الإصابة بالسرطان اكبر لدى الأشخاص المقيمين على مقربة من محطات توصيل الموبايل. ويكاد يجمع العلماء الذين يدرسون تأثير هواتف الموبايل في صحة الإنسان على ان هذه الأجهزة تلحق اكبر الأذى بالأطفال والحوامل. وتتسع في العديد من البلدان حملات تدعو الى تقييد استعمال الأطفال لهواتف الموبايل، حتى ان بعض الدول، مثل بريطانيا والهند، اقرت قوانين بهذا الصدد.
ومن جهة اخرى توجد لدى منتجي هواتف الموبايل ومجهزي الإتصال الخلوي مصلحة في زيادة المبيعات. وهم لا يكتفون بعرض موديلات جديدة متزايدة التعقيد للهواتف الخلوية، بل وينشطون للدعاية لخدمات جديدة تقوم على تلك الهواتف. فهم ، على سبيل المثال، يعرضون على الآباء نوعا من "اجهزة التنصت الخلوية" الصغيرة التي يمكن بواسطتها تحديد موقع الطفل في اية لحظة. ولوجه الحق نقول إن فكرة ضرر اجهزة الموبايل الأكيد لا تحظى بقبول لدى الجميع. فثمة عدد غير قليل من الباحثين يؤكد ان الهواتف الخلوية ليست اكثر خطرا من جهاز التلفزيون او المكواة. ثم ان نفع وسهولة استعمال الموبايل ، كما يقولون، امر واضح للعيان، ومن المستبعد ان يكون بالإمكان إرغام الناس على التخلي عنه.
المصدر : rtarabic.com