في رده على هذا السؤال الشائع قال البروفيسور ريتشارد بريل من جامعة هونولولو: يحدث الرعد بسبب البرق، والبرق عبارة عن تيار كهربائي يتدفق بين السحب وبعضها أو بين السحب والأرض.
ومع تدفق هذا التيار الكهربائي تزداد سخونة الهواء المحيط بالتيار المضيء بل وتزداد سرعة سريانه تماما كأنه انفجار مدوٍ من الحرارة والضوء وينتج عن هذا الانفجار قناة فارغة نسبياً تسير جنباً إلى جنب مسار من المقاومة المتبوعة بالضوء المنتشر في طبقات الجو، ومع سرعة تمدد الهواء الموجود في تلك القناة الفارغة ينشئ الهواء قصفاً أو صفعة لا تختلف عن تلك التي نسمعها حين نضرب كفي اليد ببعضهما البعض ويؤدي هذا الصوت إلى حدوث رجة واهتزار قوي يشبه اهتزاز سطح الطبلة، ومع حدوث الصدى الناجم عن هذا الصوت وتردده في الوسط المحيط به نسمع هذا القصف القوي الذي نسميه رعداً.
ومن الممكن أن نسمع هذا القصف من مسافات بعيدة، حتى في حالة عدم رؤية البرق المسبب له، وعندما نرى البرق فإننا نراه أولاً.. سرعة الصوت في الهواء أقل نسبيا من سرعة الضوء وسرعة التيار الذي يحمل الإلكترونات لذلك يكون الصوت الناجم هنا أشبه بالصدمة منه للموجات الصوتية التي نسمعها، وتتبع تلك الصدمة التيار الكهربائي بنفس سرعة سريان قبضة اليد عند توجيه اللكمات.
ومن الثابت علمياً أن سرعة الصوت لا تقارن بسرعة الضوء لذلك يصل الضوء إلينا في أجزاء من الثانية بينما يصل الصوت يزحف كزحف سلحفاة وراء صاروخ أرض جو.
إن الظاهرة المرئية الصوتية للرعد والبرق تستند أساساً إلى ديناميكيات الاهتزاز الناجم عن جزيئات الهواء واحتكاكها بالتيار الكهربائي فالرعد والبرق عرض مثير للفزع والرهبة، عرض يذكرنا بضعفنا أمام قوة الطبيعة وقوانينها، وكل هذا بمشيئة الله جلّت قدرته.