بغداد – جواد الحطاب - العربية.نت .. رقصة شعبية فولكلورية تمارس في جميع محافظات العراق، سواء الجنوبية أو الغربية أو الشمالية؛ وتسمى عادة باسم المنطقة التي تؤديها لأن لكل منها طريقة معينة في الأداء. مثلما تسمى في بعض مناطق الوطن العربي باسم "الدبكة" ويختلف أداؤها أيضا باختلاف البلد، فدبكة العراق غير دبكة الشام أو لبنان أو الأردن أو فلسطين، وإن كانت الأدوات الموسيقية مشتركة تقريبا، كالطبل والمزمار أو المطبك والنقارة. ومناسبات الجوبي كثيرة، وغالبا ما ترتبط بالفرح سواء في الأعراس أو الاحتفالات الوطنية أو الأعياد الدينية، وقد كانت في السابق حكرا على الرجال لارتباطها بالتحدي واستعراض قوة العشيرة وشبابها لإرهاب الخصوم. أما اليوم فإن الاختلاط الاجتماعي وانسحاب بعض قيم وعادات المدينة على روح البداوة، جعلها مشاعة للجميع بنينا وبنات ورجالا ونساء، حتى أصبحت موضة النوادي والحفلات الغنائية. ثلاثة أنواع يذكرها الباحث السامرائي لـ"الجوبي" وذكر الباحث عبد الجبار السامراني في المأثورات الشعبية، أن هناك ثلاثة أنواع للجوبي، أولها خاص بالرجال ولا يشترك في حلقاته النساء، ويكثر هذا النوع في وسط جنوب العراق. وأما الثاني، فتشترك فيه النساء مع الرجال بصورة مختلطة ويؤدين نفس الحركات، وينتشر هذا النوع في مناطق الشمال والموصل وكركوك وتكريت والقرى المجاورة لها. وأخيراً، هناك نوع خاص بالنساء فقط ابتداءً من الراقصات وحتى العازفات وأحيانا يستعينون بأحد الصبية في العزف على المزمار وهذا النوع يوجد في مناطق الفرات الأوسط.
أما معنى كلمة الجوبي، فلم يحدد أي باحث معناه بالضبط، حتى أن قاموس المعاني يذكر عنه ما يلي "اسم أسرة منسوبة إلى "جوب: الخشب" بالفارسية، مع ياء النسبة العربية، نقلت من التركية، معناها : الخشّاب، تاجر الخشب" ولذلك سأنحاز إلى التفسير الشعبي الذي يقول إنه يعني "الفسحة من الأرض" وهي ما يحتاجه الراقصون لأداء فعاليتهم الأثيرة. اشتراطات فنية لقائد المجموعة تبدأ حلقة الجوبي بالتشكل مع أول نداء من صاحب المزمار أو قارع الطبل الذي ترافقه مجموعته بما فيها المطرب أو المنشد إلى وسط الساحة؛ في حين تتوسع الدائرة لاستيعاب الراقصين الذين تتشابك أيديهم بقوة وتتراص أكتافهم دلالة على الأخوة والتضامن. وعادة ما تترك الرئاسة أو القيادة لأكثر الرجال دراية بفنون الجوبي، فيحتل المقدمة وهو يلوّح بمسبحة أو بمنديل معقود الرأس؛ ويشترط في من توكل إليه القيادة أن يكون طويلا جميل الشكل له خبرة في أداء الرقصة وتنظيم الإيقاع بالتوافق مع العازفين والمطرب، وما إن يدب الحماس في اللاعبين حتى ينفصل الرئيس عن المجموعة متخذا دور "المايسترو" الذي يحرك لاعبيه قفزا أو انحناء أو تطويحا للأجساد، حسب إيقاع متعارف عليه عند الجميع، وسط زغاريد النسوة وإطلاق العيارات النارية.