بلاد الرافدين هي تلك الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات في الشرق الأوسط، هي مهد حضارات العالم، التي انطلقت وازدهرت فيها أهم العلوم. ما زالت العديد من اكتشافات تلك المنطقة تعيش معنا، رغم جهلنا غالباً بأصولها. أُنشئت أولى المدن البشرية على ضفاف نهري دجلة والفرات قبل 6000 عام. وعلى مدى ثلاثة آلاف سنة، تطورت حضارة الرافدين لتصبح شبكة من المدن الحضرية، أدت في نهاية المطاف لظهور مراكز مدنية حضرية حقيقية مثل بابل، ونينوى التي أعيد بناؤها. كانت حضارة بلاد الرافدين تمثل المناطق التي تشغلها في الوقت الحالي سوريا والعراق، ومقسمة إلى الإمبراطورية الآشورية في الشمال، والإمبراطورية البابلية في الجنوب. قامت في البداية على عدة دويلات صغيرة، إلا أنها توسعت حوالي 5000 ق.م. توحدوا بعد ذلك ليشكلوا منطقة كبيرة واحدة.
- أقدم نظام كتابة في التاريخ، هي الكتابة المسمارية التي يرجع تاريخها إلى نحو 6000 عام ق.م، في بدايات حضارة بلاد الرافدين. أدت الكتابة المسمارية إلى تطور الأبجديات الأولى لما يقارب 12 لغة مختلفة.
- ظهرت الزراعة للمرة الأولى في التاريخ في بلاد الرافدين، ولم يعد يعتمد الناس بعد ذلك على الحيوانات البرية أو ما يتم جمعه من ثمار، بل توجهوا إلى زراعة الحقول وتربية المواشي. علاوة على ذلك، أنشأوا أنظمة الري لتزويد المناطق الجنوبية القاحلة بالمياه. وفي ذلك الوقت أيضاً، بدأت معالجة الحليب لإنتاج مواد غذائية أخرى كالجبن والزبادي.
- كما ظهرت العديد من الحرف اليدوية كالغزل والنسيج. بالإضافة إلى اكتشاف السيراميك والمعادن وحتى الزجاج.
شهدت بلاد الرافدين نهايتها عند مجيء ألكسندر الكبير في عام 331 ق.م. حيث نشر الثقافة الإغريقية في المنطقة، وضاعت تقاليد بلاد الرافدين ونظم حياتهم إلى أن كُشف عنها عبر حملات التنقيب بعد 6000 عام. (ستعرض هذه الحقبة في معرض اللوفر-لينس في الـ23 من شهر كانون الثاني/ يناير).
المصدر : ليا ألبرشت/ ريم ضوا .. DW