يحكى أنه كان لسقراط جارٌ طبيب ، استنكر سقراط عند الملك إطلاقَ لقب الطبيب الأول على ذاك الطبيب ، فسأل الملك طبيبه عن طريقةٍ يُثبِتُ فيھا أنه الأفضل ليبقى اللقب عليه ، فقال الطبيب : سأسقيه السمّ! ويسقيني ، ومن يعالج نفسه فهو الأصلح!
حُدِّدَ الموعدُ بعد أربعين يوماً، انهمك الطبيب خلالها في تحضير الوصفة المناسبة .. ، فيما استدعى سقراط ثلاثة رجالٍ أشداء ، وأمرهم بسكب الماء في اوعية ودقّ الماء كل يومٍ على مسمعِ من جاره الطبيب...
وفي يوم الامتحان ، أعطى الطبيبُ بحضرة الملك السمَّ لسقراط ، فشربه سقراط ، اصفرَّ لونُه ، وأصابته الحمى ، لكنه عالج نفسَه بعد ساعة ، ثم أمرَ الملكُ الطبيبَ أن يَشرَبَ سمَّ سقراط ، وما هي إلا لحظات حتى وقع الطبيب صريعاً على الأرض ...
هنا قال سقراط للملك : لم أعطِه سمّاً يا سيدي ، بل سقيته ماءً عذباً ، وسأشرب منه أمامك ، وفَعَلَ سقراطُ بكل ثقة وسلامة...وصار ما اراد.....!!
لقد قَتَلَ سقراطُ منافسَه بقوة الإيحاء ، فأَسْمَعَه دقات الموت على مدار أربعين يوماً ، وما كان يدقُّ إلا الماء ، لكن الوهمَ قتل صاحبَه...