يعتقد كثيرون أنَّ الاعتذار نقطة ضعفٍ لا يجب إظهارها أمام الآخرين، كونها دليلُ انكسار الشخص وهزيمته، ومن هذا المنطلق نجد أنَّ أكثر وأشدَّ المكابرين الرافضين للاعتذار هم الذين يصنِّفون أنفسهم بـ: "الطبقة المثالية التي لا تخطئ أبداً"، وفي حال صدرَ منهم خطأٌ ما، فإنَّهم يُعِدُّونه زلةً غير مقصودةٍ لا تستوجب الاعتذار أبداً، وخاصةً إذا كان من أخطؤوا في حقِّه أقلَّ منهم مستوىً من منظورهم الشخصيِّ، وهو ما يعدُّ تكبُّراً، والتكبُّر صفةٌ من صفات الشيطان . الاعتذار ليس دليل ضعفٍ أو فشل، وليس صفةً سيئةً نخجل منها كما يعتقد بعض الناس، إنَّما هي شيمةٌ من شيم الكبار، وخلقٌ من أخلاق الأقوياء، وعلامةٌ من علامات الثقة بالنفس التي لا يتصف بها إلَّا قليلٌ من الناس الذين يمتلكونَ القدرة على مواجهة الآخرين بكلِّ قوةٍ وشجاعةٍ وأدب، وستحمل الحياة دون اعتذارٍ معانٍ ندية، وتخلق جواً من التوتر والقلق بين الناس؛ إذ ينفي الاعتذار عن صاحبه صفة التعالي والكِبَر، ويمنحه المصداقية والثقة بقلوب الآخرين، كما يُزيل الاعتذارُ الأحقاد، ويقضي على الحسد، ويدفع عن صاحبه سوء ظنِّ الآخرين به، والارتياب من تصرُّفاته.