يقول علماء الشعر: "لم يكن لأوائل الشعراء إلا الأبيات القليلة يقولها الرجل عند حدوث الحاجة". ثم تزايد عدد الأبيات وتنوعت طرق الشعراء في نظم الشعر بتقدم الزمان، وبازدياد الخبرة والمران، وبتقدم الفكر، فظهرت القصائد المقصدة الطويلة، التي توّجت بالمعلقات ."قال الأصمعي: أول من يروى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتاً من الشعر مهلهل، ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم، ثم ضمرة، رجل من بني كنانة، والأضبط بن قريع". فهؤلاء هم أوائل الشعراء الجاهليين في نظر "الأصمعي"، ممن نظم كلمة بلغ عدد أبياتها ثلاثين بيتاً فما بعدها. "وقال ابن خالويه في كتاب ليس: أول من قال الشعر ابن خدام". وذكر بعض العلماء أن القصائد إنما قصدت، والشعر إنما طول في عهد "عبد المطلب" أو " هاشم بن عبد مناف"، وذلك يدل على إسقاط عاد وثمود وحمير وتبع. ولم يذكروا اسم أول من قصد القصائد وطوّل الشعر، ولكن رأي معظم علماء الشعر أن "المهلهل، هو أول من قصد القصائد وأول من قال كلمة تبلغ ثلاثين بيتاً من الشعر. وزعم بعضهم أن الأفوه الأودي "أقدم من المهلهل، وهو أول من قصد القصيد. وإذا ذهبنا مذهب من يقول: إن القصائد إنما ظهرت في أيام "عبد المطلب" أو "هاشم"، فيكون ذلك قبل الهجرة بمائة سنة على الأكثر.