لعل السبب في أن البعض يشكون من عدم أخذ القسط الكافي من النوم ليلاً , ومن بقائهم مؤرقين بسبب ابسط أنواع الجلبة , مرده إلى كونهم متوتري الأعصاب . فتراهم يفكرون كثيراً في الحصول على قسطٍ أوفر من النوم , ويتساءلون عما إذا كان فنجان القهوة الأخير الذي شربوه سيؤرقهم .
يؤكد الأطباء أن أفضل وسيلة للنوم العميق , والقضاء على الأرق , هو في التوقف عن القلق في هذا الصدد , فيزحف النعاس إلى الجفنين من تلقائه . ويضيف هؤلاء الأطباء إلى ذلك قولهم : إن أفضل فترة للنوم هي الدقائق الثمانون الأولى التي تلي الانسحاب إلى السرير مباشرة . وبعد ذلك لا يبلغ عمق النوم أبداً المستوى الذي يبلغه في فترة الساعة والعشرين دقيقة الأولى المذكورة , ومن هنا كانت الشكوى من الأرق التي يرددها معظمنا .
وأخيراً إذا كان الواحد منا لا يستطيع النوم بسهولة فبوسعه أن يجرّب هذه الخطة البسيطة : احصر تفكيرك في إبقاء عينيك متفتحتين في الظلمة , وركّز قليلاً على ذلك . فبقدر ما تحول أن تبقيهما مفتحتين تزداد قوه رد الفعل في الجفنين , وبالتالي تزداد رغبة العينين في الاستسلام إلى النوم , وتغمضان . وهذه الخدعة , حسب تقرير طبي ألماني , قد ساعدت الكثيرين على النوم .
وهناك وصفة أخرى لمكافحة لا بأس من استعمالها تقتضي بأن يسحب الذي يشكو من الأرق عشرين نفساً متواصلاً , وفي المرء الحادية والعشرين يسحب نفساً أطول من السابق , وبعده يستسلم إلى الرقاد الهنيء .