يعتقد البعض بأن القطبين الجنوبي و الشمالي متشابهان تماماً .. و قد يدرك البعض منا بعض الاختلافات .. و لكن هناك بعض الاختلافات الاساسية بين القطبين الشمالي و الجنوبي نستعرضها الان
أولا :
اول هذه الفروق هو ان القطب الشمالي يقع فوق مسطح مائي متجمد ، و تشمل منطقة القطب الشمالي (Arctic Region ) اراض مختلفة تحيط بهذا المسطح المائي المنجمد . و تتبع هذا الاراضي الى دول مختلفة منها كندا و امريكا روسيا و غرين لاند و فنلندا ... الخ
و على العكس من ذلك .. فان القطب الجنوبي يقع فوق قارة (يابسة) فيها البحيرات و الجبال .. ومنطقة القطب الجنوبي او ما نسميها القارة الجنوبية المتجمدة (Antarctica) تحتوي على مسطحات مائية متجمدة تحيط باليابسة ..
ثانياً :
تضم القارة الجنوبية المتجمدة (Antarctica) او منطقة القطب الجنوبي 90% من الجليد الموجود في العالم و هو ما يمثل ثلاثة ارباع كمية المياه العذبة الموجودة على سطح الارض ..
ثالثاً:
بالرغم من الاعلام المغروسة في أرض القارة الجنوبية المتجمدة الا انها الاراضي الوحيدة على سطح الارض التي لا تعود ملكيتها لدولة ما أو شخص ما .. و لم يسجل في تاريخها اي وجود لسكان أصليين .. و تدار شؤونها بواسطة معاهدة القارة القطبية الجنوبية و التي تحفظ استخدام اراضيها و مواردا للاغراض السلمية و العلمية فقط .. و على العكس من هذا يعيش اكثر من 4 ملايين شخص ضمن الدائرة القطبية الشمالية و يتوزعون في مدن و بلدات مختلفة مثل الاسكا و النرويج و ترومسو و بارو و غيرها ..
رابعاً:
تعتبر الدائرة القطبية الشمالية من وجهات الباحثين عن النفط و الغاز الطبيعي .. حيث تقدر كمية النفط في هذه المناطق بربع احتياطي النفط غير المستغل في العالم .. و تبذل كل من امريكا و روسيا العديد من عمليات الاستكشاف و التنقيب عن البترول و الغاز في مناطقها القطبية لاستغلالها اقتصادياً .. بينما تمنع عاهد القارة القطبية الجنوبية التنقيب عن النفط في اراضيها حتى هذه اللحظة ..
خامساً:
يعتقد الكثير من الناس بأن طيور البطريق و الدببة القطبية يعيشان بجوار بعضهما البعض في مناطق الاقطاب الباردة ..و لو لو كان ذلك صحيحاً لكانت طيور البطريق فريسة سهلة للدببة العملاقة .. لكن في الحقيقة تعيش الدببة القطبية في الدائرة القطبية الشمالية فقط بينما ينحصر وجود طيور البطريق في الفارة الجنوبية المتجمدة فقط ..
سادساً :
تعتبر القارة القطبية الجنوبية باردة جداً مقارنةً مع منطقة القطب الشمالي و فيها مناطق لا ينصهر فيها الجليد أبداً .. حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 49 درجة مئوية تحت الصفر مما يجعلها اشد المناطق برودة على سطح الأرض .. أما في منطقة القطب الشمالي فان متوسط درجة حرارة فصل الشتاء هو 29 درجة مئوية تحت الصفر و لكنها ترتفع في الصيف .. سجلت أدنى درجة حرارة على سطح الارض في محطة فوستوك قرب القطب الجنوبي في تاريخ 21 تموز (لاحظوا اننا في الشتاء في جنوب الارض) في عام 1983 و كانت 89.6 درجة مئوية تحت الصفر !
سابعاً :
تتآكل طبقة الاوزون فوق كل من القطبين بشكل كبير .. الا انها تتآكل بشكل أكبر فوق القطب الجنوبي .. و يبلغ حجم ثقب الاوزون فوق القطب الجنوبي 3 اضعاف حجم الولايات المتحدة الامريكية .. و يعزى سبب تدني تآكل طبقة الاوزون فوق القطب الشمالي الى كونه اكثر دفئاً من القطب الجنوبي مما يحد من تكون السحب الستراتوسفيرية القطبية التي تدمر طبقة الاوزون ..
ثامناً :
يعتبر الجليد في القطب الشمالي اكثر حساسية للتغيرات المناخية بسبب سماكاته القليلة مقارنة مع طبقات الجليد في القطب الجنوبي .. و يؤدي دفء الجو في الصيف الى انصهار الجليد مما ينتج عنه تشقق في الجليديات .. و تحدث الباحثون ان التشققات في جليد منطقة القطب الشمالي تمددت العام الماضي حتى وصلت الى القطب نفسه لاول مرة !
تاسعاً :
ينصهر جزء من جليد منطقة القطب الشمالي بشكل دوري طبيعي بحيث تنصهر فيه نصف كمية الجليد صيفاً حتى تختفي .. و تعود لتنمو و تزداد حجماً خلال فصل الشتاء .. الا ان ازدياد معدل الانصهار و تسارعه ينذر بالمشاكل و الاخطار الناتجة عن الاحترار العالمي .. مثلاً تشير الدراسات الى ان الكتل الجليدية و التي تبلغ سماكتها 2 ميل في غرين لاند تنصهر بشكل عشوائي مما سيؤدي الى فقدان نصف هذه الكتل مع نهاية القرن الحالي .. و تنقص كمية الجليد في القطب الجنوبي ايضاً لكن بشكل ابطأ من فقدانه في القطب الشمالي .. و لكن في حال انصهرت الجليديات في القطب الجنوبي (و التي تمثل النسبة الاعظم من الجليد على سطح الارض) فسوف يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 200 متر عن وضعه الح