تُشير دراسةٌ حديثة إلى أنَّ وظيفةَ الرئة عندَ المُدخِّنين قد تَضعُف بشكل أسرع عند من لديهم نقصٌ في الفيتامين د أكثر من الذين لديهم مستويات طبيعيَّة من هذا الفيتامين . لكن رغم أنَّ زيادةَ مستويات الفيتامين د قد تُعطي بعضَ الحماية للرئتين من نتائج التدخين، فهي لا تمنع من تدهور وظيفتهما أو المشاكل الصحيَّة المتعلِّقة بالتدخين، كأمراض القلب والسكتة والسرطان، بحسب ما حذَّر منه الباحثون . وقالت الباحثةُ الرئيسية في هذه الدراسة، الدكتورة نانسي لانج: "يُمكن للفيتامين د أن يمنحَ مقداراً بسيطاً من الحماية ضد تلف الرئة الذي ينتج عن التدخين، ربَّما بسبب تأثيراته المُقاومة للأكسدة و المُقاومة للالتهاب ... وإذا ظهرت هذه النتائج في دراسات وتجارب أخرى, يُمكن لمُكمِّلات الفيتامين د أن تمنحَ بعضَ الحماية في مواجهة تلف الوظيفة الرئوية الناجم عن التدخين". ولكنَّ لانج أكَّدت بأنَّ التأثيرَ كان صغيراً، "وأنَّ أهم مُداخلة بالنسبة للرئة والصحَّة بوجه عام هي امتناع الناس عن التدخين". ولإجراء الدراسة, قام فريقُ لانج بجمع البيانات حول أكثر من 600 رجل أبيض كانوا جزءاً من دراسة مُستمرَّة طويلة الأمد حول الشيخوخة. وقد تطلَّع الباحثون إلى إيجاد رابط بين الفيتامين د ووظيفة الرئة لدى هؤلاء الرجال . وطوال 25 عاماً من المتابعة, وجد الباحثون أنَّ وظيفةَ الرئة بين المدخِّنين الذين لديهم مستوياتٌ طبيعية من الفيتامين د تدهورت بنسبة أقل منها لدى المدخّنين الذين لديهم مستويات أدنى من الطبيعية لهذا الفيتامين . بيد أنَّه ليسَ هناك تأثير ذو شأن للفيتامين د في وظيفة الرئة من ناحية الجودة أو السوء عندما يُنظر إلى المدخِّنين وغير المدخِّنين معاً؛ كما أشار الباحثون . وقال الدكتور أرونابه تالوار، مدير برنامج أمراض الرئة المتقدِّمة: "يُفيدنا هذا أنَّه إذا استطعنا منعَ النقص في الفيتامين د عند المدخِّنين, سنتمكَّن من إبطاء الضعف في وظيفة الرئة". ولكن، شدَّد تالوار على أنَّ أخذَ الفيتامين د ليس بديلاً عن الإقلاع عن التدخين، وأنَّ المدخِّنين أيضاً عرضة لخطر متزايد للإصابة بالنوبات القلبيَّة والسكتة والسرطان . وأضاف خبير آخر، هو الدكتور ميخائيل هوليك، الأستاذ في الطبِّ وعلم وظائف الأعضاء وفيزيولوجيا الأحياء في كلِّية الطب بجامعة بوسطن: "هذا نوع من التوافق مع نتائج دراسات أخرى حول الفيتامين د ووظيفة الرئة"؛ حيث أشار الدكتور هوليك إلى أنَّه، على سبيل المثال، يكون الأطفالُ الذين لديهم نقصٌ في الفيتامين د أكثر عرضة للإصابة بالوزيز التنفُّسي و الربو . كما قال أيضاً: "ليس من المفاجئ أنَّ المدخِّنين الذين لديهم نقصٌ في الفيتامين د تكون وظيفةُ الرئة عندهم أكثر ضعفاً؛ كما أنَّ هناك بعضَ الدراسات التي تشير إلى أنَّ التدخين في الواقع يُنقِص من مستويات الفيتامين د". ولم تُبرهِن الدراسةُ على وجود علاقة سبب وتأثير، إنَّما وجدت ترابطاً بين الفيتامين د ووظيفة الرئة عند المُدخِّنين.
المصدر : هيلث داي نيوز, ستيفن رينبيرج (allergyasthmatech.com)