الشعر المغنى .. من المعروف أن ألأغنية تقوم على أسس ثلاث : الكلمات , لللحن والصوت وبأكتمال تلك الأسس الثلاث تكتمل الأغنية وتخرج بشكلها الرائع للوجود .. إذن هي اندماج تلك العناصر الثلاث وتفاعلها مع بعضا البعض . لذا عمد الباحثون إلى تحليل نماذج من الشعر المغنى نصاً ولحناً وأداءً . مع استخلاص العبر وتبيان أخطاء النظم واللحن والأداء ، في سبيل الخروج بنتيجة فيها الحلول المرجوة ، كي يصل الشعر المغنى إلى غايته رسالةً هادفةً يعبر عن حالة وجدانية ذ وقية وليس تطريباً ضاجاً أو شبه ميت .. ومن الشعر المغنى ما يطلق عليه مصطلح "توشيحة" , هذه الأبيات التي غنتها عليه التونسية في الستينيات
من القرن الماضي :
اسأل صباح الأماني ............ متى تراه عيوني
مواكب من أماني ........... تراقصت في خيالي
من وقعها زاد شوقي ........ ياليل رفقا بحالي
من لوعتي وانشغالي ... للفجر فجر طال حنيني
يا ساكنا في فؤادي ......... رغم الجفا والبعادي
وفي غدا حين تأتي .......... أهديك شهد الودادي
في زورق سوف نمضي ... في عالما من فتوني
و حين تشدو فيروز:
يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً .. . كعاشق خط سطراً في الهوى ومحا
من بسمة النجم همس في قصائده .. ومن مخالسة الظبي الذي سنحا
قلب تمرس باللذات وهو فتى .............. كبرعم لمسته الريح فانفتحا
لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن ...... لكنت أرفق من آسى ومن صفحا
غداة لوَّحت بالآمال باسمة ...................لأن الذي ثار وانقاد الذي جمحا
فالروض مهما زهت قفر إذا حرمت ... من جانح رف أو من صادح صدحاً