زامر الحي لا يطرب .. مثل عربي قديم , وهذا المثل له قصة حيث يقال : أن رجلا كان يرعى غنمه بأحد المراعي القريبة من البلدة , وتعود أن يعزف على مزماره كل يوم قبل غياب الشمس ويشدو ببعض الألحان الجميلة التي كان يسمعها سكان البلدة وضل على هذا المنوال لعدة أيام , لكنهم لم يعيروه أي اهتمام ولا تعبير بأعجاب . وذات مرّة مر عليه أحد الرحالة في يومٍ من الأيام ، فاستوقفته ألحانه الجميلة ، وطلب منه أن يرافقه في مقابل أن يمنحه كل شهر ألف درهم، فوافق الشاب على عرض الرجل الرحالة وسافر معه إلى قرية ليست ببعيدة ، وهناك أعلنوا عن حفلة كبيرة عزف بها الشاب أعذب الألحان ، ونال رضا وتصفيق الحضور . وبعد ذلك ذاع صيت الفتى واشتهر في كل القرى المجاورة . ومع مرور الوقت تمنى الفتى الزمار أن يعود إلى قريته ويعزف لهم هناك ، وطلب من الرحالة أن يذهب معه هناك ويقومان معاً بعمل حفلة كتلك الحفلات التي أقاموها في القرى المجاورة ، ولكن الرحالة نصحه بعدم الذهاب ؛ وقال له : زامر الحي لا يطرب . واصبح مثل يقال والقصد منه ، أن ابن الحي لا يقنع سكان حيه بموهبته أو بقدراته , وكيف أن الناجح غالبًا لا يُجد التقدير المناسب في مجتمعه ، وإذا حضر غريب في نفس مستواه أو أقل يحتفى به ويعتد بآرائه !؟ ..