كون المرء عاطلا عن العمل مع قدرته عليه ورغبته فيه. لم تعرف البطالة, بوصفها مشكلة اجتماعية أو اقتصادية إلا بعد حلول الآلة محل اليد العاملة في البلدان المتقدمة صناعيا. وينبغي التمييز دائما, عند الكلام على البطالة, بين البطالة المتطاولة وبين البطالة المؤقتة والتي قد تنشأ عن انتقال المرء من عمل إلى آخر. وتدل الإحصاءات الأميركية الرسمية على أن البطالة منتشرة, في الولايات المتحدة الأميركية, بين النساء أكثر منها بين الرجال, وبين الأميين وأشباه الأميين أكثر منها بين المثقفين. ففي عام 1964 مثلا بلغت نسبة البطالة العامة 5,2% ولكن نسبتها بين الرجال الذين لم يقضوا في المدارس غير خمس سنوات بلغت 94% ثم إن البطالة منتشرة بين الزنوج في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من انتشارها بين البيض. ولعل البطالة في البلدان الصناعية لم تنتشر في أي وقت من الأوقات انتشارها في سنوات الأزمة الاقتصادية الكبرى التي عرفها العالم في الثلاثينات من هذا القرن. فقد بلغت نسبتها في الولايات المتحدة الأميركية 25% عام 1933 وتجاوزت في بريطانيا 15% عام 1931. وتبذل الحكومات اليوم جهدها للحد من البطالة, وهي تلجأ في ذلك إلى أساليب متعددة من أبرزها التوسع في الإنفاق العام, وتنفيذ المشاريع الإنمائية والعمرانية التي تشغل عددا ضخما من الأيدي العاملة. وهي, في أية حال, تدفع إلى العاطلين عن العمل جعالات معينة يستعينون بها على العيش .