في عام 1894 توصل الطبيب الفرنسي بيير رو إلى المصل الواقي من مرض الدفتريا الذي كان أحد أشد الأمراض فتكا بالبشرية في تلك السنوات. ولم يكن أحد يعلم شيئا عن سبب هذا المرض الوبائي الذي كان يصيب الأطفال على وجه الخصوص حتى عام 1883 عندما تم اكتشاف الميكروب المسبب له. تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى خلل في أداء القلب والجهاز العصبي وغالبا ما كان الموت هو النهاية المحتومة لمن يصاب به. ومنذ أن اكتشف الدكتور الفرنسي رو والألماني إيميل فون بيرنج المصل المضاد لهذا المرض عام 1894 بدأ عدد ضحاياه يتراجع بصورة كبيرة. وتراجع معدل الوفاة لمن يصاب به إلى 35 في المئة خلال السنوات الأولى التي أعقبت اكتشاف المصل. ومع توالي السنوات نجح العلماء في تطوير أجيال جديدة من الأدوية المضادة لهذا المرض المميت حتى وصلت نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة به إلى أقل من خمسة في المائة من إجمالي الذين يهاجمهم ميكروب الدفتريا. وكان لاكتشاف مصل جديد يعطى عن طريق الحقن للأطفال خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم تأثير كبير في محاصرة هذا المرض القاتل وبخاصة في الدول الغنية التي تمتلك من الإمكانيات الصحية ما يسمح لها بتوفير هذا المصل لكل محتاج. وبالفعل فإنه منذ 1985 وحتى الآن لم تظهر سوى حالتي إصابة بالدفتريا في الولايات المتحدة . ولكن الدول الفقيرة مازالت تعاني من الآثار المميتة لهذا المرض بسبب تدهور مستويات المعيشة وعدم توفر الإمكانيات الطبية بها.
المصدر : al-jazirah.com