لا تقتصر مشكلة حَبّ الشباب وظهور رؤوس سوداء وبثور بالوجه على المراهقين والشباب فقط، بل يعاني منها أيضا الكثير من البالغين لا سيما النساء. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب كالعوامل الهرمونية أو الوقوع تحت ضغط عصبي أو اتباع نظام غذائي غير متوازن.
فتسمية "حب الشباب" لا تعني أنه حكر على الصغار بينما ينجو منه الكبار، وإذا كنت تظن هذا فأنت واقع في مغالطة طبية سائدة، والصحيح أنه قد يصيب الكبار أيضا -وخاصة النساء- وعندها يطلق عليه اسم "حب الشباب المتأخر".
وأوضح طبيب الأمراض الجلدية الألماني توماس ديرشكا (وهو عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية) أن الكثير من النساء يعانين من بشرة غير نقية بعد سن الثلاثين، إذ تبدأ البشرة في الذبول وتنتشر بها البثور.
ويضيف ديرشكا أن حب الشباب المتأخر ربما يرتبط بتناول حبوب منع الحمل، لافتا إلى أن إيقاف هذه الحبوب يؤدي عادة إلى زيادة الهرمونات الذكورية لدى المرأة التي تستجيب لها بصيلات الشعر الموجودة بالجلد على نحو سلبي متسببة في فرط نشاط الغدد الدهنية، مما يؤدي بالطبع إلى تكوّن بثور على البشرة.
كما أن هناك بعض النساء اللائي لم يتوقفن عن تعاطي حبوب منع حمل أو لم يتناولنها من الأساس، ولكنهن أيضا يُعانين من بشرة غير نقية ومن مشكلة حب الشباب المتأخر هذه.
وأشار ديرشكا إلى أنه ربما تعزى هذه المشكلة إلى الحالة النفسية أيضا، إذ يمكن أن يتسبب الوقوع تحت ضغط عصبي في زيادة الهرمونات الذكورية وهرمونات الضغط العصبي التي تعمل هي الأخرى على تنشيط الغدد الدهنية وتزيد من معدل إفرازها.
ويحذر الطبيب الألماني من أن البشرة غير النقية يمكن أن ترجع أيضا إلى استخدام الكريمات الليلية أو كريمات مكافحة الشيخوخة الغنية بالمرطبات.
ولعلاج مشكلة حب الشباب المتأخر، تجب استشارة الطبيب الذي يستطيع تحديد العلاج الملائم مثل تنظيف البشرة أو الغسول، وغيرها من خيارات علاجية.