نهى محمود- أبوظبي - سكاي نيوز عربية .. انتصف رمضان، وحان لأطفال منطقة الخليج الابتهاج والاحتفال بالقرقيعان الذي يأتي كعادة تراثية رمضانية في المجتمع الخليجي، حيث توزع علي الأطفال الحلوى، بعد أن يكونوا شرعوا في القرقعة وهي، الصوت المنبعث من احتكاك الأواني الحديدية التي يحملون فيها الحلويات. وفي الليالي الثلاثة القمرية من رمضان (13 و14 و15 رمضان) يرتدي الأطفال الذكور زيا شعبيا من الدشداشة وعليها السديري والخريطة "كيس معلق في الرقبة وبه خيط يشد على الصدر". فيما ترتدي الفتيات الصغيرات الدراعات "فساتين تقليدية" والبختق "غطاء أسود شفاف للرأس وبه بعض النقوش الذهبية"، ويتزين بالحلي التقليدية. كما أن هناك من يرسم بالألوان على وجهه ليظهر بمظهر غريب خلال القرقيعان.
طقوس القرقيعان .. ويبدأ الأطفال بعد تناول الإفطار سريعا من كل ليلة، في طرق أبواب الجيران والأهل والأصدقاء وكذلك المشي في الشوارع والأحياء المجاورة، لجمع المكسرات والحلوى وأحيانا بعض النقود وذلك بعد الانتهاء من ترديد الأناشيد المخصصة للقرقيعان. وفي سلة من سعف النخيل، يجمع الأطفال خليط من الحلوى والمكسرات مثل الجوز والفول السوداني والتين المجفف. ويصاحب الأطفال في رحلتهم، مجموعة من الأناشيد التراثية الخليجية، منها: "يالله سلم ولدهم، يالله خله لأمه، عطونا الله يعطيكم، بيت الله يوديكم، قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورمضان". مسميات مختلفة وتختلف مسميات الاحتفال بانتصاف رمضان في الجزيرة العربية، ففي دولة الإمارات العربية، يطلق عليها اسم "حق الليلة"، وفي قطر "الكرنكعوه"، أما في البحرين "القرقاعون"، وفي السعودية والكويت تسمى ليلة "القرقيعان"، وفي عمان يطلق عليها "الطلبة".
كما يطلق على هذه العادة أسماء "الناصفة، حل وعاد، كريكشون، القرنقشوه، طاب طاب، كريكعان". وحتى يومنا هذا، تحرص الأسر الخليجية على احتفال أطفالها بهذه المناسبة التقليدية، حتى أصبحت موروثا ثقافيا واجتماعيا يصعب على الأجيال القادمة تجاهله.
وقديما كان الأطفال في مصر يحتفلون بهذه المناسبة أيضا التي لم يبق منها سوى المقطع الأنشودي المشهور "حلو يا حلو، رمضان كريم يا حلو، حلي الكيس وأدينا بقشيش، يا نروح ما نجيش يا حلو".