تُرمى ثمانية ملايين طن من الفضلات البلاستيكية على الأقل سنويا في محيطات وبحار العالم، حسب تقرير مؤسسة "إلين ماكارثر". وحذر تقرير المؤسسة من أن أعداد الفضلات البلاستيكية ستكون بعدد الأسماك بحلول عام 2050، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقف ذلك.
الفضلات البلاستيكية تتفتت في الغالب إلى قطع صغيرة وتنتشر في مختلف أنحاء البحار، وهذا ما يجعل حيوانات البحار تلتهمها اعتقادا منها بأنها طعاما. وذكرت دراسة حديثة نشرتها جامعة أوبسالا السويدية أن الفضلات تسبب أمراضا للسمك بالإضافة إلى توقف نموها. ويعتقد أن بعض أنواع السمك بدأ يفضل تناول البلاستيك، وهذا ما يجعل البشر الذين يتناولون هذه الأسماك في خطر أيضا.
ذكرت "منظمة الحفاظ على البحار" أن هنالك أكثر من 690 نوعا من الحيوانات التي تعيش قرب السواحل تأثرت كثيرا بالتلوث البلاستيكي. وقدمت بعض الشركات بدائل للمواد البلاستيكية الاستهلاكية، مثل حلقات علب المشروبات. وقدمت شركة من فلوريدا الأمريكية حلقات يمكن تناولها من قبل الحيوانات صنعت من القمح والحبوب وناتجة من بقايا عمليات التخمير. إنتاج هذه الحلقات سيبدأ في نهاية عام 2016.
في حين قدمت شركات أخرى مواد تعبئة قابلة للتحلل كبديل عن الأكياس البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة. وقال مكتشف الأكياس القابلة للتحلل، البولوني جيرزي فيسوكي، إنه يمكن حفظ أكياسه في الثلاجات ويمكن استعمالها في الأفران، ويمكن حتى تناولها دون ضرر، بالإضافة إلى أنها تتحلل أوتوماتيكيا بعد 30 يوما.
الخيزران "بامبوس" الأسيوي يمتاز بأنه سريع النمو ويمكن أن يستعمل كبديل للبلاستيك في صناعة المواد الاستهلاكية. شركة صينية بدأت بتصنيع الكثير من مستلزمات الكمبيوتر، مثل الفأرة والآلة الطابعة، من الخيزران.
"مجرفة المحيط" تقوم بشفط الفضلات من البحار والمحيطات. وتعمل المنظمة الهولندية "تنظيف المحيطات" على تنظيف البحار والمحيطات عن طريق "مجرفة المحيط" التي تعمل بطريقة شبيهة بالسدود، إذ تمنع مرور الفضلات البلاستيكية وتسمح بمرور الأسماك والحيوانات البحرية. تأمل المنظمة في وضع أول سدودها في المحيط الهادئ بحلول عام 2020.
يمكن إعادة تكرار بعض المواد البلاستيكية وصناعة مواد أخرى منها بدلا من رميها في الفضلات، مثل صنع أكاليل ورد منها أو ملابس أوحقائب. وتعمل شركة "إكو لايف" الإسبانية على تجميع الفضلات البلاستيكية من البحار من قبل 200 سفينة تعمل في البحر الأبيض المتوسط ومن ثم تصنيع ملابس ومواد استهلاكية منها.
تحتاج الفضلات البلاستيكية لمئات السنين لكي تتحلل في البحار. والحل الأفضل لمشكلتها هو تقليل إنتاجها واستهلاكها مع زيادة إمكانية تدويرها وإعادة استعمالها. وعرضت هذه السمكة العملاقة المصنوعة من القناني البلاستيكية في مؤتمر ريو في البرازيل للتنمية المستدامة الذي عقد سنة 2012، بغية تعريف العالم بمشكلة الفضلات البلاستيكية.
المصدر .. DW