كانت القرون الأولى من العصور الوسطى، خاصة من القرن الخامس إلى أواخر القرن العاشر الميلاديين أقرب إلى أن تكون مظلمة، حيث أصيبت حضارة غربي أوروبا بالانحطاط، ولم يتبق من معرفة الرومان القدامى سوى ما بقي في قلة قليلة من مدارس الأديرة والكاتدرائيات والبلاط. أما المعرفة التي نُقلت عن اليونانيين فقد اندثرت تقريبًا. وكان الذين تلقوا علمًا فئة قليلة من الناس، كما ضاع الكثير من المهارات الفنية والتقنية القديمة. وأمسى الكُتّاب، في جهالتهم، يتقبلون الحكايات الشعبية والشائعات على أنها حقيقة.
وفي مقابل الظلام الذي خيَّم على غرب أوروبا، كانت الحياة أكثر إشراقًا في جهات أخرى، فقد كان المسلمون في نفس الوقت يعيشون ثراءً حضاريًا وثقافيًا وارتقوا في كل المجالات العلمية كالطب والهندسة والبصريات والرياضيات والفلك … إلخ. انظر: العلوم عند العرب والمسلمين
. ثم إن هذه العلوم انتقلت من أسبانيا إلى الغرب فيما بعد وامتد نور العلم العربي الإسلامي من الصين شرقًا حتى حدود أوروبا غربًا. انظر: الإسلام