الحنتور أو الحنطور

الحنتور أو الحنطور “Horse wagon” عربة صغيرة مخصصة للركاب يجرها الحصان أو البغل وتعد وسيلة مواصلات خفيفة تراثية تقليدية , وعادة لا تتسع لأكثر من شخصين . وظهرت هذه العربة في أواخر القرن الثامن عشر في انجلترا . وعرفت العربات التي تجرها الدواب لأول مرة في أمريكا في ولاية “نيو هامشاير” وكانت تلك العربة والتي يجرها الحصان عبارة عن نسخة مطورة من عربة “Stanhope” البدائية . وتذكر بعض المصادر أن العربة التي يجرها الحصان ربما عرفت قبل ذلك التاريخ بكثير حيث وجدت صور لعربات تجرها أحصنة في الحضارة المصرية واليونانية والرومانية القديمة . كما وتشير بعض الدلائل إلى أن نشأة المركبات التي تسير على دواليب وتجرها الدواب كانت معروفة على ضفاف الفرات ودجلة على يد السومريين نحو عام 3500 قبل الميلاد.
وترتبط عربات الحنطور بالموروث الشعبى لكثير من بلدان العالم فهي لا تزال موجودة في بعض البلدان الأوروبية والآسيوية والعربية . ويقتصر استخدامها في الوقت الحاضر على الأغراض السياحية . وعربة الحنطور لا تزال موجودة في بعض البلدان الأوروبية والآسيوية والعربية، منها مصر ، والمغرب وتونس والجزائر , وتسمى الـ”كوتشي” في المغرب العربي . وفى بعض المدن الأوروبية مثل مدينة ” إنترلاكن ” السويسرية ، تعد جولات عربات الحنطور أحد العناصر المميزة للصورة العامة للطبيعة الخاصة لتلك المدينة ، وفي مدينة”مانيسا” التركية ، تحتفظ عربات الحنطور بمكانتها التاريخية ، برغم كل وسائل الحداثة ، ولا تزال تنقل السياح على عبق الماضى كأحد المراكز التاريخية لتصنيع عربات الحنطور فى العالم .
عرفت عربة الحنتور في مصر منذ أكثر من قرن ، حيث كان يتم جلبها من بلدان أوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ، وقد تعلم المصريون صناعة عربات الحنطور من الإيطاليين الذين كانوا يأتون لتركيب عربات الحنطور التى كانت تجلب من بلادهم فى صناديق خشبية كبيرة ، ويتم تركيبها بمصر ، وكانت أحد مظاهر الحياة في مصر بداية من عصر الملوك مرور بعصر الباشوات وحتى الوقت الحاضر ، وضلت موجودًة بين الأحياء الأثرية، وتحولت من وسيلة نقل في الماضي إلى مظهر سياحي حاليًا تجذب الكثير من السياح لركوبها والتجول بها , كما أنها تستعمل للركوب والنزهة وفي الأعراس من قبيل التقاليد المتوارثة . وتشتهر الكثير من المدن المصرية بوجود عربة الحنطور والتي تعد من المعالم السياحية للمدينة , فهي تنتشر بكثرة في القاهرة وفي مدينة الأقصر التاريخية وكذلك فى مدن صعيد مصر .