تعريف المشربية

الرواشين

تعددت الآراء حول أصل تسمية المشربية ,فقيل إن المشربية تحريف ظاهر لكلمة (مشرفيه) أي التي تشرف منها النساء علي الطريق أو لكونها طاقة خارجة تشرف علي الشارع ,رأي آخر يري أنها سميت المشربية لأن أواني الشرب الفخارية (القلل) كانت توضع بها، حيث بروز المشربية عن سمت المبني يضمن تيار الهواء المتجدد لتبريد المياه وربما يؤكد ذلك حرص الصانع علي وجود موضع للقلل بأرضية المشربية من الداخل. رأي ثالث يري انها سميت المشربية لصناعتها من خشب يعرف (بالمشرب) وهو نوع من الخشب الجيد له لون بني داكن، يتميز بصلابته وتحمله لحرارة الشمس والعوامل الجوية الأخرى.

الروشن
وهناك مسمي آخر للمشربية ورد في الوثائق وهو (الروشن ) وهي من الفارسية (روشندان) وتعني موضع المصباح أو مكانا يدخل منه النور، ومن الفارسية (روزن) بمعني النافذة أو الشرفة. وترد في الوثائق: (روشن بارز)، (روشن به طاقات)، (روشن حاملة لمجازها)، وفي النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: (في سنة إحدي وأربعين وأربعمائة هبت ريح سوداء ببغداد وأظلمت الدنيا وقلعت روشن دار الخلافة). وفي عجائب الآثار للجبرتي: (ونهب العسكر بيت الباشا وباتت النار تلتهب فيه وأحرقت تلك الأبنية العظيمة والقصور والمجالس والمقاعد والرواشن). وتطلق كلمة الروشن في معظم الأحيان علي كل عنصر معماري بارز عن سمت الواجهة محمول علي كوابيل حجرية أو خشبية.

تاريخ المشربية
والمشربية من أعمال خشب الخرط الذي وجدت منه نماذج بدائية منذ العصر اليوناني الروماني كما يشير بعض الباحثين إلي احتمال ان (الأخشاب المخروطة كقوائم الكراسي أو الأسرة في هذا العصر لم تكن مخروطة بالمعني المفهوم وانما صنعت بالشكل المطلوب عن طريق برد الخشب) كما وجدت نماذج من أحجبة الخرط في البيوت والكنائس القبطية منذ القرن الثالث عشر الميلادي. وبدخول الإسلام مصر احتضن الفنان المسلم فن صناعة الخرط واضفي عليه طابعه الإسلامي الخالص واتخذت إشكال الخرط علاقات هندسية لم يعرفها في صناعة الخرط طرازا هندسيا يبحث من خلاله عن العلاقة بين مركز الدائرة والمثلثات والخطوط المتوازية والمتقاطعة مع تكرار الوحدات، وامدنا تراث الهندسة العربية التي شكلت مفهوم الزخرفة العربية، وخصوصا وانه ميراث ليس بالقليل شكله أجيال من المفكرين العرب منهم (أبناء موسي بن شاكر) القرن الثالث الهجري (وثابت بن قرة 288)و (الحسن بن الهيثم 430) (والجوهري 214) و(شمس الدين السمرقندي .672 .. كذلك تطورت الصياغة الجديدة لأعمال الخرط حتي أصبحت ملمحا اساسيا لواجهات العمائر الإسلامية، سواء كان منزلا أو مدرسة أوسبيلا ولقد وصلت الينا العديد من نماذج المشربيات بحالة جيدة، حيث المناخ الجاف لمصر كان عاملا جيدا لحفظ هذه المشربيات والشبابيك رغم مرور فترات طويلة علي صناعتها.
ومن أجمل النماذج المملوكية للمشربيات : مشربيات ومغاني قصر بشتاك ق 7 هجري، المشربيات واعمال الخرط بقصر الأمير طاز، ومشربية تعلو سبيل جوهر اللالا .. ومن النماذج العثمانية : مشربيات وشبابيك منزل الهراوي، واعمال الخرط زينب خاتون والهراوي ومنزل السحيمي الكريدلية وبيت السناري .

المشربية والمستشرقون
كانت المشربية من الملامح التي لفتت انتباه المستشرقين فكتبوا عنها ووصفوا صناعتها، وفرد لها كتاب وصف مصر العديد من اللوحات كما رسمها آخرون مثل (بيرس دافن)و (ديفيد روبرتس) وكذلك (ادوارد وليم لين) في كتابه ( المصريون المحدثون عاداتهم وشمائلهم) فقال عنها: (أما الغرف العلوية فنوافذها تبرز بمقدار قدم ونصف وأكثر، واغلبها مصنوع من الخشب المخروط المشبك) كما أدركوا البعد العقائدي للمشربية الذي يتماشي مع تعاليم الإسلام.

تعليق واحد

  • Brg Tariq ali

    Brgdir tariq alli sub pa Ethan nagar pal sawt shogal alla mi khalqo warek bey